ما هي حقوق الإنسان؟

حقوق الإنسان هي حقوق نتمتّع بها جميعنا لمجرّد أنّنا من البشر، ولا تمنحنا إيّاها أي دولة. وهذه الحقوق العالميّة متأصلة في جميع البشر، مهما كانت جنسيتهم، أو نوعهم الاجتماعي، أو أصلهم الوطني أو العرقي أو لونهم، أو دينهم، أو لغتهم، أو أي وضع آخر. وهي متنوّعة وتتراوح بين الحق الأكثر جوهرية، وهو الحقّ في الحياة، والحقوق التي تجعل الحياة جديرة بأن تُعاش، مثل الحق في الغذاء والتعليم والعمل والصحة والحرية.

وقد شكّل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1948، أول وثيقة قانونية تحدد حقوق الإنسان الأساسية التي يجب حمايتها عالميًا. ولا يزال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد صادف العام 2018 الذكرى السنوية الـ70* لاعتماده، يشكل أساس جميع قوانين حقوق الإنسان الدولية. كما توفر مواده الثلاثون مبادئ اتفاقيات ومعاهدات حقوق الإنسان الحالية والمستقبلية وغيرها من الصكوك القانونية الأخرى، وركائزها.

ويشكل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أيضًا، إلى جانب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.

حقوق عالمية وغير قابلة للتصرّف
يُعتَبَر مبدأ عالمية حقوق الإنسان حجر الأساس في القانون الدولي لحقوق الإنسان. ما يعني أننا جميعنا متساوون في تمتّعنا بحقوق الإنسان. وقد تم تكرار هذا المبدأ، الذي برز للمرة الأولى في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في العديد من الاتفاقيات والإعلانات والقرارات الدولية لحقوق الإنسان.

وحقوق الإنسان غير قابلة للتصرف. لذا، لا يجب أبدًا حرمان أيّ شخص منها، إلا في حالات محددة ووفقًا للإجراءات القانونية الواجبة. فعلى سبيل المثال، قد يتم تقييد حق أحدهم في الحرية، في حال أدانته محكمة قانونية بارتكاب جريمة.

حقوق الإنسان متآزرة وغير قابلة للتجزئة
جميع حقوق الإنسان متآزرة وغير قابلة للتجزئة. ما يعني أنه لا يمكن أن نتمتّع بمجموعة واحدة من الحقوق بشكل كامل من دون المجموعة الأخرى. فعلى سبيل المثال، يسهّل التقدم المحرّز في مجال الحقوق المدنية والسياسية ممارسة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وفي مقابل ذلك، قد ينعكس انتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية سلبًا على العديد من الحقوق الأخرى.

نصّ المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ما يلي: “يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق.” والتحرّر من التمييز الذي تنصّ عليه المادة الثانية هو ما يضمن هذه المساواة.

وعدم التمييز مبدأ شامل في القانون الدولي لحقوق الإنسان. وتنصّ عليه جميع المعاهدات الأساسية لحقوق الإنسان. كما أنّه محور صكَّين أساسيّين هما الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

الحقوق والالتزامات
صدّقت جميع الدول على معاهدة واحدة على الأقل من المعاهدات الـ9 الأساسية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى بروتوكول واحد على الأقل من البروتوكولات الـ9 الاختيارية. وقد صدقت 80 في المائة من الدول على 4 صكوك أو أكثر. ما يعني أن الدول ملزمة بموجب القانون الدولي باحترام حقوق الإنسان وحمايتها وإعمالها.

والالتزام بالاحترام يعني أنه على الدول أن تمتنع عن التدخل في التمتع بحقوق الإنسان وعن تقييدها.
والالتزام بالحماية يتطلّب من الدول أن تحمي الأفراد والجماعات من انتهاكات حقوق الإنسان.
والالتزام بالوفاء يعني أنه على الدول أن تتخذ إجراءات إيجابية لتيسير التمتع بحقوق الإنسان الأساسية.
وفيما يحق لنا كأفراد أن نتمتّع بحقوق الإنسان، علينا أيضًا أن ندافع عن كامل حقوق الإنسان الخاصة بالآخرين.

شارك المقال إن أعجبك؟

اترك تعليقاً

14 Comments

محمد السيد على
Reply

بسم الله الرحمن الرحيم

أكد الاسلام على أهمية حقوق الإنسان فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أهمية حق الحياة عندما قال :
/لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث :الثيب الزاني،والنفس بالنفس ،والتارك لدينه المفارق للجماعة /

وذكر المقال أهمية حق الإنسان في الحياة وتصنيفاته وهو حق ضروري وتؤكد جميع الدول عليه و على التمسك به كما وأكد على أهمية التكامل والترابط بين جميع الحقوق فلا نأخذ بعضا منها ونترك البعض الآخر

إلا أن ما مصداقية الدول في تطبيق هذه الحقوق وما مدى التزامها بها
فقد أنشأت العديد من الجمعيات والمنظمات الإنسانية
إلا أن العمل في هذا المجال يكاد يكون مضمحلا

سبتمبر 12, 2022
محمد الشيخ
Reply

حقوق الانسان موجودة لكن مع الاسف لا يوجد دولة بالأخص الدول العربية تقوم بمنح الحقوق للمواطنين و لا يجب حرمان أي شخص منها و هي حقوق غير قابلة للتصرف و أيضا يجب منح جميع الحقوق للمواطنين بدون حرمان أي مواطن من أي حق نأمل ان يتمتع أولادنا بحقوق لم نستطع التمتع بها
وخصوصا في ظروفنا الراهنة (سوريا) ضاعت حقوق الإنسان ولايتمتع بها الا أصحاب رؤوس الأموال أصحاب الطبقة الغنية

سبتمبر 12, 2022
علياء وجيه البروك
Reply

هي المزايا والصفات التي نشأت عن تكريم الله عز وجل لبني آدم
وفق ضوابط وشروط الزم الجميع احترامها وتقديرها
على المبادئ التي تمنح الكرامة للبشرية جمعاء
وتحفظ الحياة الإنسانية دون التفرقة بين عناصر المجتمع عامة ودون تميز او تحيز
واعتنت بجمهور الناس جميعا حتى استمرارية العيش وفق المنهج الذي يؤمن الحياة الكريمة مع حقوقها الأساسية للجميع

سبتمبر 12, 2022
راما السعيد
Reply

حقوق الإنسان حقوق عالمية وغير قابلة للتصرف ومتشابكة ومترابطة وغير قابلة للتجزئة وهي ضمانات قانونية تحمي الافراد والجماعات من كل فعل او امتناع يشكل تدخلاً في حرياتهم الاساسية وكرامتهم الانسانية

مايو 15, 2022
Farouk alesmaeel
Reply

حقوق الإنسان هي عطايا من الله عزّ وجل كرّم بها الكائن البشري وميزّه بها عن الكائنات الأخرى فهي لا تبدل ولا تباع ولا تشترى ولا تمحى يمتلكها الإنسان من قبل الولادة وهو جنين في بطّن أمه ف ديننا الحنيف حرّم الاجهاض بما فيه من إزهاق في حق من حقوق الإنسان وهي الحياة وحتى مماته فمن حق الإنسان المسلم الذي يموت أن يُصلى عليه ويُدفن مع المسلمين وبناءً على أهميتها قامت عدة معاهدات ودساتير لولا وجود هذه الحقوق وأهميتها لما تأسست
وعلى كل دولة أن تحترم حقوق شعبها
وهذا الشيء الذي افتقدناه نحن ك سوريون في عهد ما قبل الثورة وتحسنت هذه الامور بشكل ملحوظ بعد إندلاع الثورة
على كل إنسان ألا يتغاضى عن أي حق من حقوقه مهما كان السبب ومهما كانت العواقب ولنا في ثورتنا عبرة .

مايو 15, 2022
Ebtisam
Reply

حقوق الإنسان هي مجموعة من الحقوق الأساسية التي لا يجوز ألمس بها ،وهي مستحقة و أصيلة لكل شخص بغض النظر عن العرق او الهوية او الجنس و الجنسية او حتى الحالة المادية
وإن ازدراء او اغفال حقوق الإنسان أو التغاضي عنها يؤدي إلى كوارث و شروخ عميقة ضد الإنسانية لهذا من الضروري والواجب ان يتم حماية حقوق الانسان حتى لا يشهد العالم و الإنسانية المزيد من الكوارث.

مايو 15, 2022
أميمة الوزاز
Reply

حقوق الانسان هي حقوق عالمبة يجب ان نتمتع بها جميعنا ونحصل عليها بدون تمييز مهما كانت الجنسيات او الأديان والأصول او البلد ولا يجوز التخلي عنها الا بالاجبار

مايو 15, 2022
يمنى الشيخ
Reply

المقالة كتير حرفية وتوضح بشكل كبير ما هي حقوق الإنسان تعليقي أننا بحاجة إلى الكثير من العمل المتواصل من أجل توعية المجتمع لهذه الحقوق والعمل لأن تكون منهاج لنا في اي ممارسة نقوم بها بحياتنا.

مايو 15, 2022
Taha haj taher
Reply

في بلادي الجميع يسمع عن حقوق الانسان لكنهم لم ينالوها بالحقيقة عندما قام الناس ليقولو كلمتهم التي هي جزء من حقوقهم تم سحقهم وتعذيبهم وحرمانهم من جميع الحقوق التي يتمتع بها الانسان، اللذين لم يحرموا الحياة لم ينالو الحرية واللذين نالوا الحرية خرجوا لم يعرفوا حتى من هم والاعاقات تملا اجسادهم التالفة من اجل ذلك كان يجب ان يوضع اول قانون لحفظ حقوق الانسان هو محاكمة الحكومة المتسلطة والجائرة من قبل المضطهدين والمتتهكة حقوقهم

مايو 15, 2022
آلاء قصاب
Reply

حقوق الانسان هي كمثل الركيزة الاساسية في بناء أي مجتمع متحضر ومثقف وواعي ولايجوز لأي جهة كانت حكومية او مدنية او مجموعة اشخاص معينين بأن يسموا أي حق من حقوق الانسان بأي سوء أو ان يقتربوا منه ويحاولون تقييده
في وطني سوريا إعتدنا على عدم رؤية أي من حقوق الإنسان وفي حال فكر احد الاشخاص ان يطلبها كانو يشرحونها له في أقبية الإعتقال وهذا الذي أدى إالى الشرارة الاولى في ثورتنا المباركة والتي أدت إلى التماس ابسط حقوق الانسان وهي العيش بحرية وكرامة
علموا أبنائكم لنبني جيل لايسمح بالتنازل عن أي حق من حقوقه كإنسان وان يقاتل لكي يعيش بكرامة وان يحصل على حقوقه كاملةً بدون أي تنازل او سماح………

مايو 15, 2022
محمد القطيني
Reply

حقوق الانسان موجودة لكن مع الاسف لا يوجد دولة بالأخص الدول العربية تقوم بمنح الحقوق للمواطنين و لا يجب حرمان أي شخص منها و هي حقوق غير قابلة للتصرف و أيضا يجب منح جميع الحقوق للمواطنين بدون حرمان أي مواطن من أي حق نأمل ان يتمتع أولادنا بحقوق لم نستطع التمتع بها

مايو 15, 2022
Taha haj taher
Reply

السلام عليكم انا طه شكرا عالمقال ولكن المقال ما اتكلم عن حقوق الانسان بالشرح المفصل مع العلم انو الجميع بيعرف شو هيه حقوق الانسان و انو حقوق الانسان بهي الفترة بالذات ضائعة ومنتهكة وخاصة في سورية

مايو 15, 2022
Nadia
Reply

حقوق الانسان لا يجوز المساس بها او التنازل عنها وهي متأصلة في جميع البشر ليست مكتسبة من أحد أو سلطة
علموا اولادكم أن حقوقنا لا تباع ولا يتم التنازل عنها
علموهم ان الثورة حق يقابله حق الحياة في حكم الطغاة

مايو 15, 2022
إبراهيم ملحم
Reply

حقوق الانسان هي منح إلهية يمارس من خلالها جميع ما وهبه الله في الحياه الدنيا وليتمتع الإنسان بحقوقه يجب أن تتوفر له بيئه أمنة وخاليه من وسائل العنف وتتضمن وجود قانون ودستور لتحقيق هذه الحقوق

مايو 15, 2022

Leave a comment

مقالات مشابهة